الطاقة والنقل والاتصالات
# مقدمة :
يعد النقل نصرا هاما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية واليوم يسافر اشخاص اكثر من أي وقت مضى عبر مسافات اطول وتنقل كميات اكبر من الوقود والمواد الأولية والمنتجات على نطاق العالم اكبر من أي وقت مضى. وتتنوع شبكات النقل ووسائله جغرافيا وتتغير باستمرار الوقت. على حين لا تزال الوسيلة الأساسية للسفر هي السير على الاقدام لا سيما في المناطق الريفية اما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية فتستأثر الترأيشو استخدامات النقل البري في البلدان النامية. وتمثل الدراجات في بعض البلدان وسيلة هامة للنقل. وفي عام 1989 قدر مجموع ما لدى الصين والهند معا من الدرجات بنحو 600 مليون دراجة. وفي هولندا والدنمارك وبعض البلدان الأوروبية الأخرى كان ركوب الدراجات ولا يزال يحظى بشعبية.
يعد النقل أكثر وسائل النقل شيوعا لكل من الركاب والبضائع في الدول المتقدمة وتتزايد اهميته في البلدان النامية. ولقد ارتفع عدد السيارات في العالم الاكثر من الضعف خلال السنوات العشرين الاخيرة، ويتوقع ان يتضاعف مرة اخرى خلال السنوات العشرين او الثلاثين المقبلة. ولا يزال انتاج السيارات وامتلاكها يتركزان بصورة كاسحة في البلدان المتقدمة وتستأثر البلدان الاعضاء في منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي بنسبة 88 في المائة من انتاج السيارات ونسبة 81 في المائة من الاسطول العالمي من السيارات. وقد شهد امتلاك السيارات زيادة حادة في البلدان النامية حيث بلغ متوسط الزيادة السنوية 10 في المائة سنويا فيما بين عامي 1970 و1990 وينتظر ان تستمر هذه الزيادة في الوقت الذي يستقر فيه معدل امتلاك السيارات في البلدان المتقدمة. ومع ذلك فسوف يظل المستوى المتوسط لاستخدام السيارات في البلدان المتقدمة اعلى كثير من البلدان النامية وفي الوقت الحالي يبلغ عدد السيارات لكل 1000 فرد في الولايات المتحدة نحو 550 سيارة وما يتراوح بين 200 و400 سيارة في أوروبا الغربية وفي افريقيا 9 سيارات وفي الهند سيارتين وفي الصين 0.4 سيارة. وتزايدت وسائل النقل الاخرى كذلك منذ عام 1970 فقد قطع الطيران المدني نحو 7 مليارات كيلو متر في عام 1970 على اساس ان عدد الركاب 382 مليار راكب/ كيلو متر. وارتفعت تلك الأرقام الى 12 مليار/ كيلو متر و1368 مليار راكب/ كيلو متر في عام 1987. وكذلك تزايد ارتفاع نقل البضائع بالسكك الحديدية من 5019 مليار طن اضافي/ كيلو متر في عام 1970 الى 7285 مليار في عام 1987. وارتفع الشحن البحري من 2605 مليون طن في عام 1970 الى 3675 مليون طن في عام 1980 وان كان قد انخفض الى 3361 مليون طن في عام 1987 نتيجة للانخفاض في نقل البترول الذي يستأثر بنحو 55 في المائة من كافة البضائع التي تنقل بحرا.
# النقل والموارد والبيئة :
يستهلك قطاع النقل كميات هائلة من الموارد فهو يستهلك الأرض لشق الطرق وإنشاء السكك الحديدية والموانىء والمطارات والمرافق الأخرى ذات الصلة كما انه يستهلك المعادن واركاز في صناعة المركبات وتشييد البنية الأساسية وكميات ضخمة من الطاقة وقد تزايدت اطوال طرق السيارات في البلدان الاعضاء في منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي من 73000 كيلو متر في عام 1970 الى 132000 كيلو متر في عام 1988 اي زيادة مقدارها 81 في المائة. اما في البلدان النامية فإن الصعوبات الاقتصادية كانت تقيد عملية انشاء طرق جديدة للسيارات (والطرق بصفة عامة) كما ان احوال الطرق القديمة في العديد من البلدان النامية قد تدهورت خلال العقدين الماضيين نتيجة لانعدام الصيانة او عدم كفايتها وفي بعض البلدان كان ثمة تضارب بين الأراضي المستخدمة لخدمة قطاع النقل (سواء لإنشاء طرق السيارات أو السكك الحديدية أو الموانىء أو المطارات والاستخدامات الاخرى كإنتاج الأغذية مثلا).
وعلى الصعيد العالمي يستأثر قطاع النقل بحوالي 30 في المائة من إجمالي الاستهلاك التجاري حيث يستهلك النقل البري وحدة 82 في المائة منه كل هذه تقريبا منتجات مشتقة من البترول غير ان هناك اختلافات واسعة بين الاقاليم والبلدان. ففي اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي مثلا يمثل قطاع النقل حوالي 13 في المائة من الاستهلاك الكلي للطاقة ؛ وفي كينيا يستأثر بحوالي 45 في المائة ومنذ أوائل السبعينات أخضعت عدة بدائل للنفط للدراسة كوقود للمحركات وينصب الاهتمام الآن على انواع الوقود الكحولي (الأيثانول والميثانول) والغاز الطبيعي وعلى الكهرباء وإن يكن بدرجة اقل. ويمكن استخلاص الوقود الكحولي من الكتلة الحيوية ويمكن ايضا انتاج الميثانول من الغاز الطبيعي والفحم كما ان برنامج الايثانول (المستخلص من قصب السكر) الذي بدأته البرازيل عام 1975 قد زودها نحو نصف وقود المحركات في البلد في عام 1986. والآن تعمل محركات نحو ثلث السيارات في البرازيل بالأيثانول الصافي وتعمل محركات السيارات الاخرى بخليط من البنزين والأيثانول بنسبة 80/20 . واصبح شائعا في بعض البلدان استخدام الغاز الطبيعي بصورة مباشرة كوقود للمحركات سواء في صورته المضغوطة (ONG) أو المسالة (LPG) وهناك الآن اكثر من 300000 سيارة تنطلق بالوقود المضغوط على الطرق في ايطاليا وتلبي ايطاليا واليابان نحو 4 في المائة من الطلب المحلي على وقود النقل بالغاز الطبيعي المسال (LPG). كما بدأت بلدان أخرى كالأرجنتين واستراليا واندونيسيا ونيوزيلندا وباكستان وتايلاند في استخدام الغاز الطبيعي كوقود للنقل.