الموجات الهرتزية التي اطلعنا على عمله للتو موجاتAMو FMوموجات UHF VHF لتلفزيون ليست شيئاً يذكر بالقياس إلى ما سنراه من الوجات الصغرى لجهة القدرة على التغلغل داخل الأنسجة الحية. والموجات الصغرى حديثة الظهور نسبياً فحتى العشرينات, كان الاعتقاد سائداً بأن الموجات الطويلة وحدها هي مايصلح للإرسال على مسافات بعيد ة, لهذا بنت الشركات هوائيات ضخمة في محاولة لزيادة الارسال وفي التقليل من التشويش , ولكن دون طائل. وثم جاء غوغلييلمو ماركوني, وبين أن الموجات القصيرة جداً قادر تماماً, إذا ماتم توجيهها في حزم ضيقة على أجتياز المحيطات دون أن تتطلب الكثير من الطاقة. في حدود العام1930م أقتنع الجميع بصحة هذا الحل. وعندها بدأ البحث الحديث عن تقنيات تسمح بإرسال موجات قصيرة أكثر فأكثر( ترددات متزايدة السرعة) لم يلبث أن أطلق عليها الموجات الصغرى
((micro-waves –micro-ondes)
وبما أن هذة الموجات قابلة للإنعكاس بواسطة الموصلات الكهربائية والمعادن فقد جعلت أختراع الرادار أمراً ممكناً. وخلال الحرب العالمية الثانية, تمكن الحلفاء من إحراز تقدم أكيد بفضل هذه التقنية التي تسمح بكشف الطائرات المعادية وبالقصف أثناء الليل وخلال اوقات التي يكون فيها الطقس غائماً.
تصلح الموجات للاتصالات أيضاً. فقد طور بيل لحساب الجيش الامريكي شبكة من المحطات الهاتفية. وبعد الحرب أنتشرت سريعا في امريكا محطات الموجات الصغرى للأغراض المدينة. ثم ظهرت الاقمار الصناعية وأنظمة المراقبة والإنذار. وفي العام1945م سجلت الشركة الامريكية رايتون التي تسيطر على سوق أجهزة الإرسال بالموجات (أوند=ميكروايف) , الذي يستخدم فيه تردد يبلغ 2.45 ميغاهيرتز في تسخين جزئيات الماء ولم تفتصر استعمالات الموجات الصغرى على الأدوات المنزلية بل تجاوزتها إلى الصناعة حيث استخدمت في مختلف أنواع عمليات التسخين والتجفيف والتركيب الكيميائي.
ولكن ماذا عن تأثيرات ذلك عن الصحة؟ لم يهتم أحد بأخد الاحتياطات. الإ أن الحديث عن إمكانية ان تتسبب هذة الموجات بالعقم أو الصلع لم يلبث أن أصبح متداولا بين الجنود الذين يفرض عليهم عملهم أستخدام الرادارات. وقد بلغلت الإشعاعات عن العقم حداً من القوة جعل بعض الجنود يستخدمون الرادار كوسلية لمنع الحمل(كانوا يعالجون أنفسهم بالوقف أمام جهاز الإرسال مباشرة وقبل الخروج الى المدينة للهو) كما لوحظت أيضاً ظاهرة غربية وغير قابلة للتفسير. وقد اعتبرت هذه الظاهرة في البداية مجرد أحدوثة مضحكة, وغير أن الإحصائيات لم تلبث أن أثبتها بشكل لا يدع مجالا للشك , فالاطفال الذين ولدوا لتقنيين يعملون على الرادار, كان عدد البنات اكبر من عدد الصبيان بشكل صريح! في العام 1942م,شرعت البحرية الامريكية يإجراء اول دراسة على موجات الصغرى والصحة. وقد اجريت الدراسة على خمس وأربعين تقنياً مدنياً ولم تجد شيئاً غير عادي سوى بعض الاعراض التي وصفت بأنها فردية كالصداع والآلام في العينين واحمرار الوجة. ولكن التقنيين كانوا لايتعرضون في تلك الفترة الإ لإشكال ضعيفة من الموجات. وعند نهاية الحرب, كانت قوة الموجات قد تضاعفت مئة مرة الى درجة أن الجنود كانوا يستخدمونها لسلق البيض, او لإعداد البوشار(بوب كورن), او بكل بساطة, ولكي يتدفأوا حول الاجهزة عندما يهاجم الجليد. وغير أن هذه الملاحظات العفوية هي التي اوحت لبرسي سبنسر, من جامعة رايتيون, بفكرة صناعة الفرن العامل بالموجات الصغرى. وبوجه عام,فإن السخونة التي تحدثها الموجات تظل مقبولة على مستوى الأنسجة العضلية التي ترد على ذلك التعزيز حركة الدم فيها وبالتعرق. غير أن تلك السخونة تثير مشكلة عندما يتعلق الأمر بإنسجة تقل فيها الإوعية الدموية كالعينين والخصيتين . فالواقع أن مرض الماء الأزرق الناجم عن السخونة والذي يصيب العينين معروف منذ زمن بعيد في المهن التي يتم التعرض فيها للحرارة العالية كما في مهنة نفخ الزجاج. ولكن فحص تأثيرات الموجات الصغرى على عيون الحيوانات يظهر عدم حدوث مشكلات كبرى الإ عندما تكون هذه الموجات قوية جداً. وأكثر قوة من موجات الرادارات. ولذا فإن هذه الموجات تعتبر غير مثيرة للقلق.
في بداية خمسينات القرن العشرين أختلفت الآراء بشكل كبير حول المقدار الأقصى المقبول . هل100ملليوات للسنتيمنر المربع؟وكثيرون من العسكريين كانوا يعتقدون ذلك.هل هو ملليوات واحد للسنتيمتر المربع؟ وتلك هي القاعدة في شركة جزال إلكتريك.أما شركة بيل فإن هذا المقدار يقل عشرات المرات. وفي العام1955م عقدت ندوة كبرى حول الموضوع في روشستر,وتمت بعدها دراسة العلاقة بين الماء الأزرق وسخونة الأنسجة, ولكن النتائج تخضع لمتغيرات يصعب حصرها كحجم الحيوان, وطبيعة فروتة أو الدهون الموجودة في جسمة, وموقع أجهزة الإرسال ودرجة الحرارة أو الرطوبة في المحيط. وهنالك أخيراً طول الموجات بالطبع... وبالتالي فإنة من المستحيل وضع حد للأمان فيما يتعلق
بالبشر.
((micro-waves –micro-ondes)
وبما أن هذة الموجات قابلة للإنعكاس بواسطة الموصلات الكهربائية والمعادن فقد جعلت أختراع الرادار أمراً ممكناً. وخلال الحرب العالمية الثانية, تمكن الحلفاء من إحراز تقدم أكيد بفضل هذه التقنية التي تسمح بكشف الطائرات المعادية وبالقصف أثناء الليل وخلال اوقات التي يكون فيها الطقس غائماً.
تصلح الموجات للاتصالات أيضاً. فقد طور بيل لحساب الجيش الامريكي شبكة من المحطات الهاتفية. وبعد الحرب أنتشرت سريعا في امريكا محطات الموجات الصغرى للأغراض المدينة. ثم ظهرت الاقمار الصناعية وأنظمة المراقبة والإنذار. وفي العام1945م سجلت الشركة الامريكية رايتون التي تسيطر على سوق أجهزة الإرسال بالموجات (أوند=ميكروايف) , الذي يستخدم فيه تردد يبلغ 2.45 ميغاهيرتز في تسخين جزئيات الماء ولم تفتصر استعمالات الموجات الصغرى على الأدوات المنزلية بل تجاوزتها إلى الصناعة حيث استخدمت في مختلف أنواع عمليات التسخين والتجفيف والتركيب الكيميائي.
ولكن ماذا عن تأثيرات ذلك عن الصحة؟ لم يهتم أحد بأخد الاحتياطات. الإ أن الحديث عن إمكانية ان تتسبب هذة الموجات بالعقم أو الصلع لم يلبث أن أصبح متداولا بين الجنود الذين يفرض عليهم عملهم أستخدام الرادارات. وقد بلغلت الإشعاعات عن العقم حداً من القوة جعل بعض الجنود يستخدمون الرادار كوسلية لمنع الحمل(كانوا يعالجون أنفسهم بالوقف أمام جهاز الإرسال مباشرة وقبل الخروج الى المدينة للهو) كما لوحظت أيضاً ظاهرة غربية وغير قابلة للتفسير. وقد اعتبرت هذه الظاهرة في البداية مجرد أحدوثة مضحكة, وغير أن الإحصائيات لم تلبث أن أثبتها بشكل لا يدع مجالا للشك , فالاطفال الذين ولدوا لتقنيين يعملون على الرادار, كان عدد البنات اكبر من عدد الصبيان بشكل صريح! في العام 1942م,شرعت البحرية الامريكية يإجراء اول دراسة على موجات الصغرى والصحة. وقد اجريت الدراسة على خمس وأربعين تقنياً مدنياً ولم تجد شيئاً غير عادي سوى بعض الاعراض التي وصفت بأنها فردية كالصداع والآلام في العينين واحمرار الوجة. ولكن التقنيين كانوا لايتعرضون في تلك الفترة الإ لإشكال ضعيفة من الموجات. وعند نهاية الحرب, كانت قوة الموجات قد تضاعفت مئة مرة الى درجة أن الجنود كانوا يستخدمونها لسلق البيض, او لإعداد البوشار(بوب كورن), او بكل بساطة, ولكي يتدفأوا حول الاجهزة عندما يهاجم الجليد. وغير أن هذه الملاحظات العفوية هي التي اوحت لبرسي سبنسر, من جامعة رايتيون, بفكرة صناعة الفرن العامل بالموجات الصغرى. وبوجه عام,فإن السخونة التي تحدثها الموجات تظل مقبولة على مستوى الأنسجة العضلية التي ترد على ذلك التعزيز حركة الدم فيها وبالتعرق. غير أن تلك السخونة تثير مشكلة عندما يتعلق الأمر بإنسجة تقل فيها الإوعية الدموية كالعينين والخصيتين . فالواقع أن مرض الماء الأزرق الناجم عن السخونة والذي يصيب العينين معروف منذ زمن بعيد في المهن التي يتم التعرض فيها للحرارة العالية كما في مهنة نفخ الزجاج. ولكن فحص تأثيرات الموجات الصغرى على عيون الحيوانات يظهر عدم حدوث مشكلات كبرى الإ عندما تكون هذه الموجات قوية جداً. وأكثر قوة من موجات الرادارات. ولذا فإن هذه الموجات تعتبر غير مثيرة للقلق.
في بداية خمسينات القرن العشرين أختلفت الآراء بشكل كبير حول المقدار الأقصى المقبول . هل100ملليوات للسنتيمنر المربع؟وكثيرون من العسكريين كانوا يعتقدون ذلك.هل هو ملليوات واحد للسنتيمتر المربع؟ وتلك هي القاعدة في شركة جزال إلكتريك.أما شركة بيل فإن هذا المقدار يقل عشرات المرات. وفي العام1955م عقدت ندوة كبرى حول الموضوع في روشستر,وتمت بعدها دراسة العلاقة بين الماء الأزرق وسخونة الأنسجة, ولكن النتائج تخضع لمتغيرات يصعب حصرها كحجم الحيوان, وطبيعة فروتة أو الدهون الموجودة في جسمة, وموقع أجهزة الإرسال ودرجة الحرارة أو الرطوبة في المحيط. وهنالك أخيراً طول الموجات بالطبع... وبالتالي فإنة من المستحيل وضع حد للأمان فيما يتعلق
بالبشر.