قامت العلوم الطبيعية عند العلماء المسلمين في بدئها على شروح مؤلفات أرسطو، ولكنهم لم يلبثوا أن فضّلوا دراسة هذه العلوم في الطبيعة على درسها في ترجمة الكتب، وإليهم يعود الفضل فيما وضعوا من الكتب الممتعة الوفيرة في الفيزياء وعلم المعادن والحجر والنبات.
المرجع الأساسي لمادة هذه الفقرة هو: الجزء الرابع من موسوعة عباقرة الإسلام (دار الفكر العربي) للدكتور رحاب عكاوي.
وقد أبطل ابن الهيثم نظرية السرعة الآلية للضوء وأثبت بالتجربة أن للضوء زماناً وسرعة معينة، وهكذا عُدّ ابن الهيثم رائد العلم الطبيعي التجريبي بما أجراه من تجارب عن كيفية امتداد الأضواء الذاتية كضوء الشمس مثلاً، والأضواء العرضية التي تشرق من سطوح الأجسام الكثيفة التي تستضيء بضوء الأجسام المضيئة بذاتها، وبهذا يكون ابن الهيثم قد أبطل علم المناظر الذي وضعه علماء اليونان وأنشأ علم الضوء بالمعنى الحديث.
وقد أبطل ابن الهيثم نظرية السرعة الآلية للضوء وأثبت بالتجربة أن للضوء زماناً وسرعة معينة، وهكذا عُدّ ابن الهيثم رائد العلم الطبيعي التجريبي بما أجراه من تجارب عن كيفية امتداد الأضواء الذاتية كضوء الشمس مثلاً، والأضواء العرضية التي تشرق من سطوح الأجسام الكثيفة التي تستضيء بضوء الأجسام المضيئة بذاتها، وبهذا يكون ابن الهيثم قد أبطل علم المناظر الذي وضعه علماء اليونان وأنشأ علم الضوء بالمعنى الحديث.
فابن الهيثم أول من بين خطأ إقليدس في أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصَر وقرّر عكس هذه النظرية، واستدل بالتجربة والعيان على أن امتداد شعاع الضوء يكون على سمت خط مستقيم.
ثم بحث ابن الهيثم في الانعكاس وزاد فيه قانوناً آخر على القانون الذي ينص على أن زاوية السقوط مساوية لزاوية الانعكاس، وقانون ابن الهيثم ينص على الزاويتين في مستوى واحد. وشرح تكوّن الصور في المرايا المستوية، وفي الانعكاس عن سطوح المرايا الكرويّة، وبحث في الانكسار فعرف الأجسام الشفافة كالهواء والماء والرطوبات وبعض الأحجار، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف انعطف عن استقامته.
واهتم العلماء المسلمون أيضاً بعلم الصوت وبحثوا في منشئة وكيفية انتقاله، فكانوا أول من عرف أن الأصوات تنشأ عن حركة الأجسام المحدثة لها وانتقالها في الهواء على هيئة موجات تنتشر على شكل كروي، وهم أول من قسم الأصوات إلى أنواع، وعللوا سبب اختلافها عن الحيوانات باختلاف طول أعناقها وسعة حلاقيمها وتركيب حناجرها. وكانوا أول من علل الصدى وقالوا إنه يحدث عن انعكاس الهواء المتموج من مصادفة عالٍ كجبل أو حائط، ويمكن أن لا يقع الحس بالانعكاس لقرب المسافة فلا يحس بتفاوت زماني الصوت وانعكاسه.
وتناولوا في بحوثهم علم الحرارة والبرودة وآثارهما في الأجسام، ولكنهم نهجوا في ذلك نهج أرسطو وفلاسفة اليونان. وكان العرب إضافة إلى كل ما تقدم عارفين بالمغناطيس وخاصيتيه الأساسيتين وهما أنه يجذب الحديد، وأنه يتجه بأحد طرفيه نحو الشمال والآخر نحو الجنوب، وقد استقوا هذه المعلومات عن طاليس.
لقد جرى علماء العرب والمسلمين على ملاحظة الظواهر الطبيعية والقيام بالتجارب والقياسات المخبرية مع الاحتياط في الاستنتاج، كما شكوا في كثير من استنتاجات علماء اليونان وأنكروا بعضها، ولذلك يمكن القول إن العرب ابتكروا الطريقة الحديثة في التفكير والبحث لمعرفة قوانين الطبيعة، وإنهم سلكوا الطريق التي تبعهم فيها علماء التفكير العلمي المعاصر.
يقول كاجوري في كتابه "تاريخ الفيزياء":
"إنّ علماء العرب والمسلمين هم أول من بدأ ودافع بكل جدارة عن المنهج التجريبي، فهذا المنهج يعد مفخرة من مفاخرهم، فهم أول من أَدرك فائدته وأهميته للعلوم الطبيعية، وعلى رأسهم ابن الهيثم".
المرجع الأساسي لمادة هذه الفقرة هو: الجزء الرابع من موسوعة عباقرة الإسلام (دار الفكر العربي) للدكتور رحاب عكاوي.
وقد أبطل ابن الهيثم نظرية السرعة الآلية للضوء وأثبت بالتجربة أن للضوء زماناً وسرعة معينة، وهكذا عُدّ ابن الهيثم رائد العلم الطبيعي التجريبي بما أجراه من تجارب عن كيفية امتداد الأضواء الذاتية كضوء الشمس مثلاً، والأضواء العرضية التي تشرق من سطوح الأجسام الكثيفة التي تستضيء بضوء الأجسام المضيئة بذاتها، وبهذا يكون ابن الهيثم قد أبطل علم المناظر الذي وضعه علماء اليونان وأنشأ علم الضوء بالمعنى الحديث.
وقد أبطل ابن الهيثم نظرية السرعة الآلية للضوء وأثبت بالتجربة أن للضوء زماناً وسرعة معينة، وهكذا عُدّ ابن الهيثم رائد العلم الطبيعي التجريبي بما أجراه من تجارب عن كيفية امتداد الأضواء الذاتية كضوء الشمس مثلاً، والأضواء العرضية التي تشرق من سطوح الأجسام الكثيفة التي تستضيء بضوء الأجسام المضيئة بذاتها، وبهذا يكون ابن الهيثم قد أبطل علم المناظر الذي وضعه علماء اليونان وأنشأ علم الضوء بالمعنى الحديث.
فابن الهيثم أول من بين خطأ إقليدس في أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصَر وقرّر عكس هذه النظرية، واستدل بالتجربة والعيان على أن امتداد شعاع الضوء يكون على سمت خط مستقيم.
ثم بحث ابن الهيثم في الانعكاس وزاد فيه قانوناً آخر على القانون الذي ينص على أن زاوية السقوط مساوية لزاوية الانعكاس، وقانون ابن الهيثم ينص على الزاويتين في مستوى واحد. وشرح تكوّن الصور في المرايا المستوية، وفي الانعكاس عن سطوح المرايا الكرويّة، وبحث في الانكسار فعرف الأجسام الشفافة كالهواء والماء والرطوبات وبعض الأحجار، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف انعطف عن استقامته.
واهتم العلماء المسلمون أيضاً بعلم الصوت وبحثوا في منشئة وكيفية انتقاله، فكانوا أول من عرف أن الأصوات تنشأ عن حركة الأجسام المحدثة لها وانتقالها في الهواء على هيئة موجات تنتشر على شكل كروي، وهم أول من قسم الأصوات إلى أنواع، وعللوا سبب اختلافها عن الحيوانات باختلاف طول أعناقها وسعة حلاقيمها وتركيب حناجرها. وكانوا أول من علل الصدى وقالوا إنه يحدث عن انعكاس الهواء المتموج من مصادفة عالٍ كجبل أو حائط، ويمكن أن لا يقع الحس بالانعكاس لقرب المسافة فلا يحس بتفاوت زماني الصوت وانعكاسه.
وتناولوا في بحوثهم علم الحرارة والبرودة وآثارهما في الأجسام، ولكنهم نهجوا في ذلك نهج أرسطو وفلاسفة اليونان. وكان العرب إضافة إلى كل ما تقدم عارفين بالمغناطيس وخاصيتيه الأساسيتين وهما أنه يجذب الحديد، وأنه يتجه بأحد طرفيه نحو الشمال والآخر نحو الجنوب، وقد استقوا هذه المعلومات عن طاليس.
لقد جرى علماء العرب والمسلمين على ملاحظة الظواهر الطبيعية والقيام بالتجارب والقياسات المخبرية مع الاحتياط في الاستنتاج، كما شكوا في كثير من استنتاجات علماء اليونان وأنكروا بعضها، ولذلك يمكن القول إن العرب ابتكروا الطريقة الحديثة في التفكير والبحث لمعرفة قوانين الطبيعة، وإنهم سلكوا الطريق التي تبعهم فيها علماء التفكير العلمي المعاصر.
يقول كاجوري في كتابه "تاريخ الفيزياء":
"إنّ علماء العرب والمسلمين هم أول من بدأ ودافع بكل جدارة عن المنهج التجريبي، فهذا المنهج يعد مفخرة من مفاخرهم، فهم أول من أَدرك فائدته وأهميته للعلوم الطبيعية، وعلى رأسهم ابن الهيثم".