من طرف أبو إياد الثلاثاء أغسطس 18, 2009 2:56 am
الأرض: هي ثالث الكواكب بعدا عن الشمس وهي تجري حول هذا النجم في فلك بيضاني قليل الاستطالة( اهليلجي) بسرعة تقدر بنحو30 كيلو مترا في الثانية لتتم دورتها هذه في سنة شمسية مقدارها365.25 يوم تقريبا, وتدور حول نفسها بسرعة مقدارها نحو30 كيلومترا في الدقيقة, لتتم دورتها هذه في يوم مقداره24 ساعة تقريبا, يتقاسمه ليل ونهار بتفاوت يزيد وينقص حسب الفصول التي تتبادل بسبب ميل محور دوران الأرض علي دائرة البروج بزاوية مقدارها66.5 درجة تقريبا, ويعزي للسبب نفسه هبوب الرياح, وهطول الأمطار, وفيضان الأنهار, وتتابع الدورات الزراعية.
ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بنحو150 مليون كيلو متر وهذه المسافة التي حددتها كتلة الأرض بتقدير من الخالق( سبحانه وتعالي) تلعب دورا مهما في تقدير الأقوات في الأرض وذلك لان كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلى كل كوكب في مجموعتها تتناسب تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس, وكذلك تتناسب سرعة جريه في مداره حولها, والشمس هي المصدر الوحيد لجميع صور الطاقة الأرضية ومن هنا تتضح الحكمة البالغة من تحديد كل من كتلة الأرض ومتوسط بعدها عن الشمس, فقد قدرت الطاقة التي تشعها الشمس من كل سنتيمتر مربع علي سطحها بنحو عشرة أحصنة ميكانيكية يصل إلي الأرض منها جزء من بليوني جزء من هذه الطاقة الهائلة التي تشكل مصدرا مهما من مصادر أقوات الأرض بالقدر المناسب لنوعية الحياة الأرضية.
فلو كانت الأرض أقرب قليلا إلى الشمس لكانت كمية الطاقة التي تصلها محرقة لجميع صور الحياة علي سطحها ومبخرة لمياهها ومخلخلة لغلافها الغازي, ولو كانت أبعد قليلا لتجمدت مياهها ولتوقفت الحياة علي سطحها. ويتربط ببعد الأرض عن الشمس بقية أبعاد هذا الكوكب, ويقدر حجم الأرض بنحو مليون كيلو متر مكعب, ومتوسط كثافتها بنحو5.52 جم/سم3, وعلي ذلك تقدر كتلتها بنحو ستة آلاف مليون طن, وهذه الأبعاد قد حددها ربنا( تبارك وتعالي) بدقة بالغة, فلو كانت أكبر قليلا أو أصغر قليلا ما كانت صالحة للحياة الأرضية.
وللأرض مجال جاذبية مكنها من الاحتفاظ بغلافها الغازي, ولو فقدته ولو جزئيا لاستحالت الحياة علي الأرض, وقد بدأت الأرض بكومة من الرماد ثم رجمت بوابل من النيازك الحديدية( والتي تحتوي العناصر من الحديد إلي أعلي العناصر وزنا ذريا) والنيازك الحديدية الصخرية والصخرية, والتي لا تزال تصل إلي الأرض بملايين الأطنان سنويا, وهذه العناصر وإنزالها إلي الأرض بأقدار معلومة من تقدير الأقوات فيها.
ثم مرت الأرض بمرحلة الدحو وهو إخراج كل من أغلفتها المائية والهوائية والصخرية, وغمرتها المياه بالكامل.
وبدأت عملية الدحو بتصدع الغلاف الصخري للأرض واندفاع الصهارة الصخرية بملايين الأطنان عبر تلك الصدوع, وعبر فوهات البراكين, ومن ثم بدأت عملية تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض والتي نتج عنها تكون الجزر البركانية في وسط ذلك المحيط الغامر, ثم أخذت تلك الجزر البركانية في التدافع تجاه بعضها البعض لتكون اليابسة بسلاسلها الجبلية الناتجة عن تصادم تلك الألواح الصخرية وبدأت دورة التعرية تفتت صخور الأرض لتكون التربة, وبدأت دورات الصخور, والمياه, وتكون القارات وتفتتها حتى أصبحت الأرض مهيأة لاستقبال الحياة.
وبما أن عمر أقدم صخور الأرض يقدر بنحو4.600 مليون سنة, وأن أقدم أثر للحياة الأرضية يقدر عمره بنحو3.800 مليون سنة, فإن إعداد الأرض لاستقبال الحياة قد استغرق مالا يقل عن ثمانمائة مليون سنة.
وقد خلق الله تعالي الحياة الباكرة في مياه البحار والمحيطات لأنها كانت الوسط المليء بالأملاح المذابة التي حملتها الأمطار والسيول والأنهار من اليابسة إلي قيعان البحار والمحيطات, وفي هذه الأثناء كانت صخور الأرض تفتت لتكوين التربة, وكانت مياه الأمطار تختزن فيها في تهيئة حكيمة لاستقبال الحياة الأرضية.
ومن حكمة الله البالغة في الخلق إن النبات كان سابقا في وجوده علي الحيوان لأن الله( تعالي) قد أعطاه القدرة علي صناعة غذائه بعملية التمثيل الضوئي مستفيدا من طاقة الشمس وغازات الجو ومياه ومعادن الأرض, أما الحيوان فيعتمد في غذائه علي النبات أو علي افتراس غيره من الحيوان إذا كانت له القدرة علي ذلك.
وأقدم أثر للحياة علي اليابسة لا يتعدى عمره450 مليون سنة وقد بدأ بالنباتات الأرضية التي عمرت الأرض وسادت سيادة هائلة مما ساعد علي تكوين راقات الفحم من بقاياها في عصر سمي باسم عصر الفحم وامتد إلي نحو300 مليون سنة مضت, واستمرت الحياة الأرضية في الازدهار حتى اكتملت بخلق الملايين منأنواع الحياة النباتية والحيوانية, ولعب كل نوع منها دورا مهما في استقبال المراحل التالية عليه, كما لعبت بقاياها دورا أهم في تكوين النفط والغاز, ولعبت عوامل التعرية والحركات البانية للجبال دورها في تمهيد الأرض وتهيئتها لاستقبال هذا المخلوق المكرم المعروف باسم الإنسان, والذي لا يكاد أقدم أثر له علي الأرض يتعدي المائة ألف من السنين
فسبحان الذي خلق الأكوان, ومنها
الأرض, وهيأها لاستقبال هذا المخلوق المكرم بهذه المراحل المتطاولة وهو القادر علي أن يقول للشيء كن فيكون.
وسبحان الذي بارك الأرض, وقدر فيها أقواتها في أربع مراحل متتالية: هي الرتق, الفتق, الدحو, وإرساء الجبال فقال( عز من قائل) معاتبا الكافرين والمشركين من عباده: قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين
* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين*.
(فصلت:10,9)
وقال الله تعالى في سورة يونس آية - 6(إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون).يقرر العلم الحديث أن طول كل من الليل والنهار يختلف باستمرار على مدار السنة، وأن هذا الاختلاف في التوقيت يرجع إلى دوران الأرض حول الشمس وحول محورها المائل على مداره بمقدار 2 / 1 و 23 مما يجعل الليل يطول أو يقصر بحسب تعامد الشمس على المكان أو ميلها عنه، وهذه حقائق كونية تكون في حكم البديهيات لمن يدرس مبادئ الجغرافيا.وقال تعالى في سورة الرعد آية 41أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها؟ والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب).تحتمل هذه في تفسيرها علميا أنها تطابق ما وصل إليه علماء الفلك من أن الكرة الأرضية تفلطحت عند القطبين وانبعجت عند خط الاستواء بسبب سرعة دورانها حول نفسها التي تبلغ سرعتها نحو ألف ميل في الساعة وأن جزئيات من الغازات والعناصر المحيطة بوسط الكرة الأرضية تنطلق بقوة الطرد المركزية إلى الخارج حول خط الاستواء مما يساعد على الانبعاج أي زيادة في شكلها عند خط الاستواء ونقص في طرفي القطبين.وقال تعالى في سورة النمل آية - 88وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون).يقرر العلم الحديث أن الكرة الأرضية منذ نشأتها تدور حول نفسها باستمرار أمام الشمس مرة في كل يوم، وأنها تدور مرة كل سنة حول الشمس، شأنها في ذلك شأن جميع الأجرام السماوية التي تسبح في أفلاكها بانتظام، وعلى ذلك فكل ما على الأرض من جبال وبحار وغلاف جوى كلها تشترك مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها ودورتها السنوية حول الشمس مع ملاحظة أن كلمة تحسب الواردة في الآية بمعنى تظن لا تتفق مطلقا مع ثبوت كل شئ يوم القيامة الذي لا شئ فيه سوى اليقين الذي لا شك فيه، ولا ظنون بأي حال من الأحوال، والذي لا شك فيه أن الأرض متحركة حول نفسها وحول الشمس في وقت واحد وليست ثابتة لأنها لو كانت ثابتة لما حدث الليل والنهار ولما حدثت الفصول الأربعة.وقال تعالى في سورة الفرقان آية - 45، 46ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا).وقال الله تعالى في سورة الزمر آية - 5خلق السماوات والأرض بالحق، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار).النظرة العلمية تدل الآية على شيئين هما كروية الأرض ودورانها حول نفسها لان معنى التكوير هو لف الشئ على الشئ على سبيل التتابع أي الدوران كما تدل على أن كلا من الشمس والقمر يجرى أي يتحرك في مداره وأن لكل حركة زمنا محددا فالقمر له حركته الشهرية وللشمس حركتها حول نفسها ثم حركتها في مسارها وقد ثبت ذلك بالمشاهدة وبالوسائل والأجهزة الفلكية ويرى العلماء أن للشمس نهاية عندما تستنفد وقودها الذرى ولا يكون ذلك إلا عند فناء الكون حسب تقدير الله وتدبيره لأنه سبحانه قدر كل شئ تقديرا.وقال تعالى في سورة النازعات آية 30والأرض بعد ذلك دحاها)