المواطن والبيئات في العالم
المواد الأولية للحياة بسيطة : الماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبعض المعادن . وبمساعدة الطاقة الشمسية تستطيع النبة أن تصنع غذاء من هذه المواد وحيثما وجدت هذه العناصر توجد النباتات ولكن لا شيء في العالم يعيش بمفرده . النباتات تحتاج إلى الحشرات لتلقيحها والحشرات تحتاج النباتات لطعامها وبعض الحيوانات تقتات بالنباتات وبالحشرات ثم تؤكل هي بدورها من قبل حيوانات أكبر منها وتفرز الحيوانات مواد تساعد على تسميد التربة ففي كل مكان تؤلف الحيوانات والنباتات مجتمعات يعتمد فيها أحدها على الآخر للبقاء.
ونوع المجتمع الذي ينمو في بقعة معينة يتوقف على المواد الأولية المتوفرة هناك . فالمعادن تختلف بإختلاف المناطق كما تختلف كميات نور الشمس والماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون فهذه الأمور بالإضافة إلى المناخ تقرر ما هي النباتات التي تستطيع العيش هناك والحيوانات التي تأكل النبات تأتي لتجد نوع النبات الذي تأكله كما أن لهذه الحيوانات إحتياجات أخرى مثل المأوى والماء ، والحيوانات الآكلة للحوم تتبع الحيوانات العاشبة وهكذا تدريجيا تقطن أصناف متعددة من المخلوقات لتؤلف مجتمعا متوازنا .
الأقاليم المناخية:
إذا إنتقلت من أي من القطبين إلى خط الإستواء فإنك تمر عبر كل أنواع المناخ ، من الجليدي الفائق الصقيع إلى الحار جدا وهذه التدرجات في الحرارة المختلفة هي الأقاليم أو المناطق المناخية الرئيسية في العالم ففي خط الإستواء هناك الصيف الدائم والنهار والليل متساويان في الطول فإذا تواجد مطر كثير تنمو الغابات وإذا كان جافا أصبح المكان صحراء محرقة . وهطول الأمطار بإعتدال يشجع الأعشاب على النمو أما في منطقة القطبين فالبرد شديد على مدار السنة إلا أنه يخف قليلا في الصيف ونور النهار يتغير كثيرا تبعا للفصول . ففي الصيف لا يكون هناك ظلمة تماما كما أن الشمس تكاد لا ترى بتاتا طيلة فصل الشتاء . وبين هذين الطرفين توجد مناطق مثل أميركا الشمالية وآسيا وأوروبا نسميها مناطق معتدلة ففيها صيف دافيء وشتاء بارد وهو مناخ مناسب لنمو الأحراج .
المواطن الصغيرة:
وضمن الأقاليم المناخية الواسعة في العالم توجد مناطق كثيرة أصغر للسكن كالأحراج والمستنقعات والمروج والقرى والوحدات الصغيرة الفردية مثل جذوع الأشجار والبرك الصغيرة وبساتين القرى التي تصلح لسكن منفرد تسمى المواطن المصغرة وحتى في المحيطات توجد مواطن مصغرة مثل البحيرات البحرية الضحلة ( اللاغون) أو الجزر المرجانية أو السفن الغارقة وكما أن المواطن المصغرة تؤلف قسما من المواطن العريضة الواسعة فإن المواطن الواسعة تتداخل الواحدة بالأخرى فحدود الغابة تحتوي على مظاهر خليط بين الغابة وبين الحقل المجاور ومصبات الأنهر حيث يلتقي النهر مع البحر تكون ملوحة الماء أقل من باقي المياه فتكون ظروف الإستيطان هناك مختلفة قليلا عما حولها .
الزوايا الصغيرة:
هناك أعداد لا تحصى من الزوايا والمخابيء الصغيرة حيث تجد الحيوانات أو النباتات مكانا تعيش فيه الحياة التي تلائمها والمخلوقات التي تحتل هذه الأماكن قد تكيفت على مر ملايين السنين من التطور وأصبحت تجد ما تحتاجه في هذه البيئة كما تكيفت كذلك على العيش مع جميع الأجناس الأخرى من المخلوقات في البيئة ذاتها.
فالموطن أو البيئة لا يعني المكان فقط ، بل يعني أيضا النباتات والحيوانات التي تعيش فيه أيضا .
القطب الشمالي
القطب الشمالي هو ثاني أبرد مكان في العام والسبب في كونه أقل برودة من القطب الجنوبي هو أن معظمه بحر وماء البحر مالح ويجمد على درجة أدنى من الماء العذب . ومياه المحيط القطبي متحركة تحت جليد الشتاء ولا تتجمد بل تظل متحركة . والماء البارد يحتوي على أكسجين وثاني أكسيد الكربون أكثر مما يحويه الماء العذب ومع أن القطب الشمالي شديد البرودة إلا أنه مصدر غني للغذاء فالعوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية. العوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية هي أساس حياة المحيط لأنها غذاء الأسماك وثدييات المحيط القطبي ضخمة وكثيرة العدد الفقم يقتات بالسمك والدب القطبي يقتات بالفقم والسمك وأعظم الثدييات قاطبة الحيتان تعتمد كليا على العوالق في غذائها وثمة فرق كبير بين الصيف والشتاء في المحيط القطبي . ففي الصيف تشرق الشمس بإستمرار على المحيط فيتاح بذلك للعوالق النباتية أن تقوم بالتخليق الضوئي على مدى 24 ساعة يوميا .لذلك تنمو وتتكاثر بسرعة وهكذا تفعل العوالق الحيوانية التي تقتات بها عندها فإن جميع الحيوانات التي تتغذى بالعوالق تجد غذاء وفيرا فأسماك المياه الباردة والأخطبوط والفقم والحيتان ودببة القطب الشمالي تستطيع أن تأكل بقدر ما تشاء.
ولكن في أيام الشتاء المظلمة حين تقصر ساعات النهار يتجمد سطح المحيط ويصبح قطعة جليد صلبة لعمق عدة أمتار وعلى الفقم الذي يظل هناك ان يحفر ثقوبا في الجليد لكي يخرج منها أنفه كي يتنفس.
العديد من الأسماك والحيوانات الضخمة ترحل جنوبا إلى مياه المحيط الأطلسي المفتوحة ولا يعود بإمكان العوالق النباتية أن تتوالد تحت الجليد بسبب إنعدام النور فتصبح العوالق نادرة الوجود وترحل الحيتان إلى أماكن أخرى سعيا وراء غذائها ، وتفترق الدبب القطبية في الشتاء فيرحل الذكر جنوبا سعيا وراء صيد أكثر تاركا الأنثى الحبلى لتحفر كهفا لها في الجليد تسبت فيه إلى حين مولد صغارها في ديسمبر.
والمراعي القطبية تدعى (( توندرا)) وكانت مغمورة بالجليد حتى 20.000 سنة خلت وتوجد التوندرا في أقصى شمالي أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والحياة متشابهة في كل تلك الأماكن ولأن المناخ قاس جدا فلا توجد إلا أجناس قليلة من الحيوانات والنباتات في التوندرا والسلسلة الغذائية شديدة البساطة فلا مكان للتناقس حيث الظروف القطبية وحدها بالكاد تكون محتملة وكل خلل في السلسلة الغذائية يؤثر على الحلقات الباقية فيها . وأهم النباتات في التوندرا هي الأشنة ، والأنواع التي تنمو في القطب الشمالي تسمى أحيانا (( طحالب الرنة )) وتنمو فوق الأراضي الصخرية حيث لا ينبت شيء آخر وتنمو كذلك بعض أنواع الأعشاب القوية الأخرى إذا وجدت تربة لها كما أن بعض أنواع الصفصاف القزم تتواجد في الأماكن الأقل تعرضا . وهذه النباتات غذاء الوعل والكاريبو الكبير الأميركي والرنة الأوروبية ويعيش عليها كذلك اللاموس والأرنب القطبي والذئاب بدورها تعيش على الكاريبو والرنة وبوم القطب والثعالب تعيش على اللاموس والأرانب ايضا .
القطب الجنوبي
الكتلة الأرضية التي تكون القطب الجنوبي هي أكبر قارات العالم ، كما أنها أشد أماكن العالم برودة ويوجد فيها 90% من الجليد الدائم في العالم ، يصل عمقه إلى 4 كم في وسط القارة حيث تنزل درجة البرودة إلى 88 درجة تحت الصفر بينما أدنى درجات الحرارة في القطب الشمالي هي 48 درجة مئوية تحت الصفر. والقطب الجنوبي عبارة عن صحراء جليدية لأن الجليد صلب إلى درجة لا يمكن لأي كائن حي ان يستفيد منه على الإطلاق ويوجد تراب تحت الجليد لأنه حتى حوالي خمسة ملايين عام خلت كانت هذه القارة دافئة بأحراجها ومروجها وبحيراتها وأنهارها .
وبالقرب من الشواطيء حيث يسقط الثلج ويوجد بعض الماء فهناك القليل من أشكال الحياة من أشنة تتمسك بالصخور وبعض الطحالب والفطر والعاشبات الوحيدة هي بعض الحشرات التي لا يزيد حجمها على البعوض يتغذى بها نوع من الحشرات شبيهة النحل وفي بعض نواحي الشاطيء توجد حصيرة من النباتات البدائية ولا تنبت على أرض القارة إلا نبتتان مزهرتان وكل ما ينبت هناك ينمو ببطء شديد.
مياه القطب الجنوبي:
المحيط البارد هو الموطن الأصلي للحياة القطبية فالبحار المحيطة بالكتلة الأرضية القطبية أغنى بالحياة من كل محيطات العالم ، وهناك جزر أيضا حيث تتوالد طيور البحر والفقمات ومع أنه لا توجد أنواع كثية من العوالق النباتية هناك إلا أنها تتزايد بسرعة مدهشة في ايام الصيف الطويلة ومياه القطب الجنوبي تنتج حوالي 20% من مجموع غذاء العالم البحري فالدياتوم الذي تتكون منه العوالق النباتية يغذي أعداد هائلة من العوالق الحيوانية التي يعتمد عليها الأخطبوط والأسماك والطيور والفقمات والحيتان لمعيشتها.
والجليد يسيطر على كل شيء حتى في البحر ففي الشتاء يجمد سطح الماء ويصبح قطعة صلبة ويتكسر في الربيع فتطوف القطع المجمدة على سطحه وتحتك بالشواطيء حيث لا يمكن لأي شيء أن يعيش ولكن تحت هذا الجليد حيث تجري مياه دافئة تجيء من محيطات دافئة ، فيوجد الأسفنج وشقار البحر والتوتيا وسمك النجمة والمرجان والطحالب التي تنمو في الصيف هناك تساعد هذه الحيوانات على البقاء طيلة فصل الشتاء عندما يمنع الجليد الكثيف على سطح الماء نور الشمس من الوصول ويوقف نمو النباتات والجليد يساعد على إبقاء البحر دافئا لأنه يقيه من الهواء الخارجي الأشد صقيعا.
المواد الأولية للحياة بسيطة : الماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبعض المعادن . وبمساعدة الطاقة الشمسية تستطيع النبة أن تصنع غذاء من هذه المواد وحيثما وجدت هذه العناصر توجد النباتات ولكن لا شيء في العالم يعيش بمفرده . النباتات تحتاج إلى الحشرات لتلقيحها والحشرات تحتاج النباتات لطعامها وبعض الحيوانات تقتات بالنباتات وبالحشرات ثم تؤكل هي بدورها من قبل حيوانات أكبر منها وتفرز الحيوانات مواد تساعد على تسميد التربة ففي كل مكان تؤلف الحيوانات والنباتات مجتمعات يعتمد فيها أحدها على الآخر للبقاء.
ونوع المجتمع الذي ينمو في بقعة معينة يتوقف على المواد الأولية المتوفرة هناك . فالمعادن تختلف بإختلاف المناطق كما تختلف كميات نور الشمس والماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون فهذه الأمور بالإضافة إلى المناخ تقرر ما هي النباتات التي تستطيع العيش هناك والحيوانات التي تأكل النبات تأتي لتجد نوع النبات الذي تأكله كما أن لهذه الحيوانات إحتياجات أخرى مثل المأوى والماء ، والحيوانات الآكلة للحوم تتبع الحيوانات العاشبة وهكذا تدريجيا تقطن أصناف متعددة من المخلوقات لتؤلف مجتمعا متوازنا .
الأقاليم المناخية:
إذا إنتقلت من أي من القطبين إلى خط الإستواء فإنك تمر عبر كل أنواع المناخ ، من الجليدي الفائق الصقيع إلى الحار جدا وهذه التدرجات في الحرارة المختلفة هي الأقاليم أو المناطق المناخية الرئيسية في العالم ففي خط الإستواء هناك الصيف الدائم والنهار والليل متساويان في الطول فإذا تواجد مطر كثير تنمو الغابات وإذا كان جافا أصبح المكان صحراء محرقة . وهطول الأمطار بإعتدال يشجع الأعشاب على النمو أما في منطقة القطبين فالبرد شديد على مدار السنة إلا أنه يخف قليلا في الصيف ونور النهار يتغير كثيرا تبعا للفصول . ففي الصيف لا يكون هناك ظلمة تماما كما أن الشمس تكاد لا ترى بتاتا طيلة فصل الشتاء . وبين هذين الطرفين توجد مناطق مثل أميركا الشمالية وآسيا وأوروبا نسميها مناطق معتدلة ففيها صيف دافيء وشتاء بارد وهو مناخ مناسب لنمو الأحراج .
المواطن الصغيرة:
وضمن الأقاليم المناخية الواسعة في العالم توجد مناطق كثيرة أصغر للسكن كالأحراج والمستنقعات والمروج والقرى والوحدات الصغيرة الفردية مثل جذوع الأشجار والبرك الصغيرة وبساتين القرى التي تصلح لسكن منفرد تسمى المواطن المصغرة وحتى في المحيطات توجد مواطن مصغرة مثل البحيرات البحرية الضحلة ( اللاغون) أو الجزر المرجانية أو السفن الغارقة وكما أن المواطن المصغرة تؤلف قسما من المواطن العريضة الواسعة فإن المواطن الواسعة تتداخل الواحدة بالأخرى فحدود الغابة تحتوي على مظاهر خليط بين الغابة وبين الحقل المجاور ومصبات الأنهر حيث يلتقي النهر مع البحر تكون ملوحة الماء أقل من باقي المياه فتكون ظروف الإستيطان هناك مختلفة قليلا عما حولها .
الزوايا الصغيرة:
هناك أعداد لا تحصى من الزوايا والمخابيء الصغيرة حيث تجد الحيوانات أو النباتات مكانا تعيش فيه الحياة التي تلائمها والمخلوقات التي تحتل هذه الأماكن قد تكيفت على مر ملايين السنين من التطور وأصبحت تجد ما تحتاجه في هذه البيئة كما تكيفت كذلك على العيش مع جميع الأجناس الأخرى من المخلوقات في البيئة ذاتها.
فالموطن أو البيئة لا يعني المكان فقط ، بل يعني أيضا النباتات والحيوانات التي تعيش فيه أيضا .
القطب الشمالي
القطب الشمالي هو ثاني أبرد مكان في العام والسبب في كونه أقل برودة من القطب الجنوبي هو أن معظمه بحر وماء البحر مالح ويجمد على درجة أدنى من الماء العذب . ومياه المحيط القطبي متحركة تحت جليد الشتاء ولا تتجمد بل تظل متحركة . والماء البارد يحتوي على أكسجين وثاني أكسيد الكربون أكثر مما يحويه الماء العذب ومع أن القطب الشمالي شديد البرودة إلا أنه مصدر غني للغذاء فالعوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية. العوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية هي أساس حياة المحيط لأنها غذاء الأسماك وثدييات المحيط القطبي ضخمة وكثيرة العدد الفقم يقتات بالسمك والدب القطبي يقتات بالفقم والسمك وأعظم الثدييات قاطبة الحيتان تعتمد كليا على العوالق في غذائها وثمة فرق كبير بين الصيف والشتاء في المحيط القطبي . ففي الصيف تشرق الشمس بإستمرار على المحيط فيتاح بذلك للعوالق النباتية أن تقوم بالتخليق الضوئي على مدى 24 ساعة يوميا .لذلك تنمو وتتكاثر بسرعة وهكذا تفعل العوالق الحيوانية التي تقتات بها عندها فإن جميع الحيوانات التي تتغذى بالعوالق تجد غذاء وفيرا فأسماك المياه الباردة والأخطبوط والفقم والحيتان ودببة القطب الشمالي تستطيع أن تأكل بقدر ما تشاء.
ولكن في أيام الشتاء المظلمة حين تقصر ساعات النهار يتجمد سطح المحيط ويصبح قطعة جليد صلبة لعمق عدة أمتار وعلى الفقم الذي يظل هناك ان يحفر ثقوبا في الجليد لكي يخرج منها أنفه كي يتنفس.
العديد من الأسماك والحيوانات الضخمة ترحل جنوبا إلى مياه المحيط الأطلسي المفتوحة ولا يعود بإمكان العوالق النباتية أن تتوالد تحت الجليد بسبب إنعدام النور فتصبح العوالق نادرة الوجود وترحل الحيتان إلى أماكن أخرى سعيا وراء غذائها ، وتفترق الدبب القطبية في الشتاء فيرحل الذكر جنوبا سعيا وراء صيد أكثر تاركا الأنثى الحبلى لتحفر كهفا لها في الجليد تسبت فيه إلى حين مولد صغارها في ديسمبر.
والمراعي القطبية تدعى (( توندرا)) وكانت مغمورة بالجليد حتى 20.000 سنة خلت وتوجد التوندرا في أقصى شمالي أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والحياة متشابهة في كل تلك الأماكن ولأن المناخ قاس جدا فلا توجد إلا أجناس قليلة من الحيوانات والنباتات في التوندرا والسلسلة الغذائية شديدة البساطة فلا مكان للتناقس حيث الظروف القطبية وحدها بالكاد تكون محتملة وكل خلل في السلسلة الغذائية يؤثر على الحلقات الباقية فيها . وأهم النباتات في التوندرا هي الأشنة ، والأنواع التي تنمو في القطب الشمالي تسمى أحيانا (( طحالب الرنة )) وتنمو فوق الأراضي الصخرية حيث لا ينبت شيء آخر وتنمو كذلك بعض أنواع الأعشاب القوية الأخرى إذا وجدت تربة لها كما أن بعض أنواع الصفصاف القزم تتواجد في الأماكن الأقل تعرضا . وهذه النباتات غذاء الوعل والكاريبو الكبير الأميركي والرنة الأوروبية ويعيش عليها كذلك اللاموس والأرنب القطبي والذئاب بدورها تعيش على الكاريبو والرنة وبوم القطب والثعالب تعيش على اللاموس والأرانب ايضا .
القطب الجنوبي
الكتلة الأرضية التي تكون القطب الجنوبي هي أكبر قارات العالم ، كما أنها أشد أماكن العالم برودة ويوجد فيها 90% من الجليد الدائم في العالم ، يصل عمقه إلى 4 كم في وسط القارة حيث تنزل درجة البرودة إلى 88 درجة تحت الصفر بينما أدنى درجات الحرارة في القطب الشمالي هي 48 درجة مئوية تحت الصفر. والقطب الجنوبي عبارة عن صحراء جليدية لأن الجليد صلب إلى درجة لا يمكن لأي كائن حي ان يستفيد منه على الإطلاق ويوجد تراب تحت الجليد لأنه حتى حوالي خمسة ملايين عام خلت كانت هذه القارة دافئة بأحراجها ومروجها وبحيراتها وأنهارها .
وبالقرب من الشواطيء حيث يسقط الثلج ويوجد بعض الماء فهناك القليل من أشكال الحياة من أشنة تتمسك بالصخور وبعض الطحالب والفطر والعاشبات الوحيدة هي بعض الحشرات التي لا يزيد حجمها على البعوض يتغذى بها نوع من الحشرات شبيهة النحل وفي بعض نواحي الشاطيء توجد حصيرة من النباتات البدائية ولا تنبت على أرض القارة إلا نبتتان مزهرتان وكل ما ينبت هناك ينمو ببطء شديد.
مياه القطب الجنوبي:
المحيط البارد هو الموطن الأصلي للحياة القطبية فالبحار المحيطة بالكتلة الأرضية القطبية أغنى بالحياة من كل محيطات العالم ، وهناك جزر أيضا حيث تتوالد طيور البحر والفقمات ومع أنه لا توجد أنواع كثية من العوالق النباتية هناك إلا أنها تتزايد بسرعة مدهشة في ايام الصيف الطويلة ومياه القطب الجنوبي تنتج حوالي 20% من مجموع غذاء العالم البحري فالدياتوم الذي تتكون منه العوالق النباتية يغذي أعداد هائلة من العوالق الحيوانية التي يعتمد عليها الأخطبوط والأسماك والطيور والفقمات والحيتان لمعيشتها.
والجليد يسيطر على كل شيء حتى في البحر ففي الشتاء يجمد سطح الماء ويصبح قطعة صلبة ويتكسر في الربيع فتطوف القطع المجمدة على سطحه وتحتك بالشواطيء حيث لا يمكن لأي شيء أن يعيش ولكن تحت هذا الجليد حيث تجري مياه دافئة تجيء من محيطات دافئة ، فيوجد الأسفنج وشقار البحر والتوتيا وسمك النجمة والمرجان والطحالب التي تنمو في الصيف هناك تساعد هذه الحيوانات على البقاء طيلة فصل الشتاء عندما يمنع الجليد الكثيف على سطح الماء نور الشمس من الوصول ويوقف نمو النباتات والجليد يساعد على إبقاء البحر دافئا لأنه يقيه من الهواء الخارجي الأشد صقيعا.