وفي بحث جديد يكشف الكثير والكثير عن القدرات العجيبة لهذا المخلوق، وقد توصلت دراسة سويدية حديثة أن الحجارة التي يرميها قرد الشمبانزي على زوار حديقة الحيوانات حيث يحتجز، هي عمل ناجم عن سابق تخطيط وتوقع، ما يؤكد أن بعض الحيوانات قادر، على غرار الإنسان، على التحسب للمستقبل.
ولاحظ الباحثون على مدى عقد من الزمن قرداً ذكراً من فصيلة الشمبانزي وهو يجمع بهدوء حجارة ويشذبها على شكل اقراص لكي يرميها لاحقا على زوار حديقة الحيوانات.
وشكلت هذه الملاحظات المتراكمة وغير المسبوقة الدليل على أن الحيوان قادر، مثل الإنسان، على أن يتوقع الأحداث المستقبلية وأن يتحسب لها.
يذكر أن قرود الشمبانزي التي تعيش في الطبيعة تجمع الحجارة استباقا لهجوم، وهي على الارجح تخطط لكل هذا بشكل مسبق"، مؤكداً أنها مضطرة لأن تخطط لغالبية تصرفاتها اليومية.
يذكر أن هذه الحيوانات تخطط للمستقبل، إلا أنه كان صعبا عليهم أن يتأكدوا ما إذا كانت تصرفات هذه الحيوانات استجابة لحاجة آنية او استباقا لهدف أبعد في المستقبل.
القرد والإنسان.. تشابه واضح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||
[b]وطلب باحثون من جامعة "جورج واشنطن" من متطوعين الوقوف أمام قردة شمبانزي والتظاهر بالكرم المُفرط مثل تقديم الطعام إلي الغير بسخاء أو الاندفاع لمساعدتهم علي القيام بأعمالهم، ثم طلبوا من متطوعين آخرين التصرف بأنانية وبشيء من الفظاظة مع نظرائهم من أجل معرفة رد فعلها في الحالتين.
وكشفت النتائج أنه عندما سمح للقردة الاختلاط بهؤلاء الناس فإن معظمهم اندفع نحو الأشخاص "الأسخياء" وليس "البخلاء".
وأشار الباحثون إلى أن هذه التجربة أثبتت أن قردة الشمبانزي بما تتمتع بمهارات اجتماعية بإمكانها التوصل إلي "أحكام صحيحة" حول تصرفات الناس وما إذا كانت لديهم الرغبة الحقيقية في مساعدة الآخرين أو لا.
ويعزز هذا البحث نتائج ما أثبته علماء أمريكيون من قبل حول الشمبانزي، مؤكدين أن هذا المخلوق هو أقرب الحيوانات إلى الانسان، وأن هذه الدراسة تقدم المزيد من الدعم للفرضية التي تقول إن الإنسان والشمبانزي من جنس واحد، لأنهما لا يشتركان فقط في الجينات المتشابهة للغاية، ولكنهما يشتركان في أوقات توالد متشابهة أيضاً.
ومن جانبه، أشار سوجين يي عالم الأحياء الذي قاد فريق البحث إلى أن معظم علماء الأحياء يعتقدوا أن الشمبانزي والإنسان كانا يشتركان في سلف واحد قبل حوالي 5 إلى 7 ملايين عام.
وأوضحت الدراسة أن الاختلاف في معدلات الارتقاء بين الإنسان والشمبانزي تجعلنا نعتقد أن صفات الجنس البشري مثل طول العمر، بدأت في الارتقاء منذ مليون عام فقط، وهي فترة قصيرة في تاريخ الارتقاء.
وأفادت الدراسة أنه بمرور الوقت قد تباطأ التطور الفردي للنوع الذي نشأ منه الإنسان، والتطور الفردي يفسر الوقت الذي يمر بين الجيل الواحد والذي يليه، وتباطؤه عند الإنسان أتاح له تطوير مخ كبير، كما أن دورة التطور الفردي عند الإنسان أبطأ بنسبة 3 % فقط عنها عند الشمبانزي، ولكنها 11 % أبطأ من الغوريلا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||
وأوضح العلماء في تقرير لهم أن نتائج اختبار ذهني لجمع الأعداد أظهر تعادلاً في النتائج بين القردة وتلامذة المدارس الثانوية الذين خضعوا للاختبار نفسه.
واعتبر المشرفون على الدراسة أن أهميتها تكمن في إثباتها للمرة الأولى قدرة القردة على إجراء الحسابات الذهنية، علماً بأن العديد من الاختبارات السابقة كانت قد أكدت قدرتها على إجراء الحسابات العملية دون مصاعب.
وقالت إليزابيث برانون وجيسيكا كانتلون، وهما مختصتان بعلم الأعصاب في جامعة "ديوك،"، إن نتائج هذا البحث ستساعد على إضاءة جانب غير معروف من عملية نشوء وارتقاء الأجناس الحية، وقد يثبت أيضا وجود قدرة مشتركة سابقة للنشوء لدى مختلف المخلوقات، تسمح لها بإجراء عمليات الحساب الذهنية دون مشاكل.
[/b]