موسكو ،حزيران /مايو من العام 2000 . نحن في المكان الذي بدأت فيه القصة .مبنى ضخم وقديم . لوحة إلى يمين المدخل كتبت عليها العبارة التالية :"معهد أبحاث طب العمل ". في الطابق الأول صور لباحثين ملتحين تكرم الرواد الذين عملوا في المعهد .حاليا ،يقوم ليونيد بالتسيف بإدارة المختبر مع مساعدته نينا رو بتسوفا .
في ذلك المختبر تمت دراسة كل شئ على آلاف الحيوانات والمتطوعين من البشر .فئران وجرذان وأرانب وقردة تم تعريضها للحقول الكهربائية والمغناطيسية وإلى موجات الراديو ومختلف أنواع الترددات .الدراسات الأولى حول التعرض لتلك الإشعاعات في بغض المهن المتعلقة بالكهرباء ،كشفت عن وجود اضطرابات عصبية ومشاكل في القلب والشرايين .وبعد ذلك ،اتسعت الدراسات لتشمل تعرض الجمهور لتلك الحقول في المنازل وعلى مقربة من خطوط التوتر العالي وفي المصاعد الكهربائية وفي أنفاق المترو وغيرها ........
هاكم كيف يلخص ليونيد بالتسيف استنتاجاته المتعلقة بصحة البشر :"برأيي أن أول ما يتعرض للإصابة هو الجهاز العصبي المركزي "،فهو الذي ينظم عمل جميع الأعضاء .وبعد ذلك تظهر أعراض اضطراب في نشاط القلب والشرايين .و لا يقف الاضطراب عند هذه الحدود بل يصل أيضا إلى جهاز الأوعية الدموية الأخرى بدءا بالأوعية الدموية في الدماغ .وبرأيي أن هذه الآلية هي التي تشيع كافة الاضطرابات الأخرى في الجسم .ما الذي يحدث بعد ذلك ؟تأثيرات على إفراز الهرمونات من الغدة الدرقية والغدد النخامية والغدتين الكظريتين (غدتان فوق الكليتين )تحدث خللا منتشرا في كامل جهاز الغدد الصماء .وبعد التعرض لفترة طويلة إلى الإشعاعات ،يصل الخلل إلى جهاز المناعة ويؤدي إلى نوع من الشعور بالإنهاك .مما يفتح الباب واسعا أمام أمراض منها ما هو معد ومنها ما هو غير معد .وفوق ذلك ،تظهر مشاكل أخرى تناسلية : حالات إجهاض تلقائي ،حمل غير طبيعي ،ولادة مبكرة ،تأخر في النمو ،أمراض لدى المواليد الجدد .
من جهتها ، تركز نينا روبتسوفا على المنهجية العلمية التي لا يمكن أن تكون كاملة مئة بالمئة :"ما اكتشفناه لا يختلف كثيرا عما اكتشفه الباحثون في العالم كله ،ولا بد من الاعتراف بأن كثيرا من الأسئلة لا يزال اليوم بلا أجوبة . لسنا على يقين مثلا فيما يتعلق بالسرطان والأمراض العضبية الخطيرة كمرضي ألزهايمر وباركنسون .ولكننا نتميز بأننا تمكنا من مقارنة ودمج المعطيات التي حصلنا عليها من تحقيقات ميدانية في أمكنة العمل أو من تجارب في المختبرات أو العيادات .وكما في جميع الأماكن الأخرى في العالم ،قمنا بوضع حدود أمان للإشعاعات التي تصبح الحقول الكهربائية والمغناطيسية مضرة بالصحة عند تجاوزها .ولمزيد من الأمان قلصنا هذه الحدود خمس مرات أو عشر لتصبح توصياتنا آمنة تماما . والمعايير هي دائما محاولة توفيق بين ضرورة حماية البشر وبين المتطلبات العملية للصناعة .وأظن بأننا قد توصلنا إلى توازن لا بأس به ".
في ذلك المختبر تمت دراسة كل شئ على آلاف الحيوانات والمتطوعين من البشر .فئران وجرذان وأرانب وقردة تم تعريضها للحقول الكهربائية والمغناطيسية وإلى موجات الراديو ومختلف أنواع الترددات .الدراسات الأولى حول التعرض لتلك الإشعاعات في بغض المهن المتعلقة بالكهرباء ،كشفت عن وجود اضطرابات عصبية ومشاكل في القلب والشرايين .وبعد ذلك ،اتسعت الدراسات لتشمل تعرض الجمهور لتلك الحقول في المنازل وعلى مقربة من خطوط التوتر العالي وفي المصاعد الكهربائية وفي أنفاق المترو وغيرها ........
هاكم كيف يلخص ليونيد بالتسيف استنتاجاته المتعلقة بصحة البشر :"برأيي أن أول ما يتعرض للإصابة هو الجهاز العصبي المركزي "،فهو الذي ينظم عمل جميع الأعضاء .وبعد ذلك تظهر أعراض اضطراب في نشاط القلب والشرايين .و لا يقف الاضطراب عند هذه الحدود بل يصل أيضا إلى جهاز الأوعية الدموية الأخرى بدءا بالأوعية الدموية في الدماغ .وبرأيي أن هذه الآلية هي التي تشيع كافة الاضطرابات الأخرى في الجسم .ما الذي يحدث بعد ذلك ؟تأثيرات على إفراز الهرمونات من الغدة الدرقية والغدد النخامية والغدتين الكظريتين (غدتان فوق الكليتين )تحدث خللا منتشرا في كامل جهاز الغدد الصماء .وبعد التعرض لفترة طويلة إلى الإشعاعات ،يصل الخلل إلى جهاز المناعة ويؤدي إلى نوع من الشعور بالإنهاك .مما يفتح الباب واسعا أمام أمراض منها ما هو معد ومنها ما هو غير معد .وفوق ذلك ،تظهر مشاكل أخرى تناسلية : حالات إجهاض تلقائي ،حمل غير طبيعي ،ولادة مبكرة ،تأخر في النمو ،أمراض لدى المواليد الجدد .
من جهتها ، تركز نينا روبتسوفا على المنهجية العلمية التي لا يمكن أن تكون كاملة مئة بالمئة :"ما اكتشفناه لا يختلف كثيرا عما اكتشفه الباحثون في العالم كله ،ولا بد من الاعتراف بأن كثيرا من الأسئلة لا يزال اليوم بلا أجوبة . لسنا على يقين مثلا فيما يتعلق بالسرطان والأمراض العضبية الخطيرة كمرضي ألزهايمر وباركنسون .ولكننا نتميز بأننا تمكنا من مقارنة ودمج المعطيات التي حصلنا عليها من تحقيقات ميدانية في أمكنة العمل أو من تجارب في المختبرات أو العيادات .وكما في جميع الأماكن الأخرى في العالم ،قمنا بوضع حدود أمان للإشعاعات التي تصبح الحقول الكهربائية والمغناطيسية مضرة بالصحة عند تجاوزها .ولمزيد من الأمان قلصنا هذه الحدود خمس مرات أو عشر لتصبح توصياتنا آمنة تماما . والمعايير هي دائما محاولة توفيق بين ضرورة حماية البشر وبين المتطلبات العملية للصناعة .وأظن بأننا قد توصلنا إلى توازن لا بأس به ".